04-مارس-2022

تم وصف حملة المقاطعة ضد روسيا بالهستيرية (Getty)

بعد ساعات من غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، أقدمت الدول الغربية كما كان متوقعًا باتخاذ خطوات عقابية ضد روسيا، أبرزها فرض عقوبات اقتصادية ومالية، ووضع قيود على التحويلات المالية. إلا أن المستغرب في هذا السياق، كان الإجراءات التي تمّ اتخاذها ضد روسيا ومواطنيها في مجال وحقول بعيدة عن السياسة والحرب، كالرياضة، الثقافة، الفن والتعليم. الأمر الذي ولّد موجة استنكار وانتقاد واسعة في صفوف الناشطين والمراقبين، الذين رفضوا هذه التصرفات واعتبروا أنها تسيء للشعارات والقيم التي تقول الدول الغربية إنها تدافع عنها.

وصلت بعض إجراءات مقاطعة روسيا إلى مستوى انتقده الناشطون والمراقبون، خاصة مع انتقاله إلى عالم الحيوانات

الشركات العملاقة بدأت على الفور اتخاذ إجراءات ضد روسيا، فأعلنت شركة أبل عن إيقاف مبيعاتها مؤقتًا في روسيا، بينما منعت شركة نايك المواطنين الروس التسوّق وشراء منتجاتها عبر الإنترنت، وتبعهما في ذلك عملاقا الاتصالات فيسبوك وانستغرام الذين قرّرا تقييد الوصول إلى حسابات الرئاسة الروسية. كما منع فيسبوك وسائل الإعلام الروسية من عرض الإعلانات على المنصة، وحذف منشورات تتبنى الرواية الرسمية الروسية لتبرير الهجوم على أوكرانيا.

كما تعدّ أوكرانيا الدولة التي شهدت واحدة من أكبر الكوارث النووية التي عرفها العالم، وذلك عام 1986، بعد الانفجار الذي حصل في محطة تشيرنوبل. وقد حذّر وزير الخارجية الأوكراني من أنّ وقوع انفجار في محطة زابوريجيا قد يعني "كارثة أكبر من تشيرنوبل بعشرة أضعاف".

على الصعيد الموسيقي، أعلن الاتحاد الأوروبي  للبث والإذاعة، أنه لن يسمح للفرق الموسيقية الروسية بالمشاركة بمسابقة الأغنية الأوروبية لهذا العام، والذي سيقام في مدينة تورينو الإيطالية في شهر أيار/مايو القادم، وبرّر الاتحاد قراره هذا بأن المشاركة الروسية يمكن أن تؤدي إلى تشويه سمعة المنافسة.

بالتزامن، كان عدد من الموسيقيين والفنانين يعلنون عن إلغاء حفلات لهم كان من المفترض أن تُقام في روسيا، من بينهم الممثل الكوميدي المعروف لويس سي كي، والعازف لويس توملينسون، فيما أكّدت شركة وارنر بروس للإنتاج، أنها ستقوم بتأجيل إطلاق بعض الأفلام الجديدة، بانتظار إصدار بيانات ضد روسيا، من الفنانين المشاركين في الأعمال والذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع الرئيس الروسي.

وضمن السياق نفسه، أعلنت أكاديمية السينما الأوروبية تضامنها مع مجتمع صناعة الأفلام في أوكرانيا، فقررت استبعاد الأفلام الروسية من المهرجانات الأوروبية للأفلام لهذا العام، مشيرةً إلى أنها تؤيد كل عنصر من عناصر مقاطعة روسيا.

وقد وصلت بعض إجراءات مقاطعة روسيا إلى مستوى انتقده الناشطون والمراقبون، خاصة مع انتقاله إلى عالم الحيوانات. فقد أعلن الاتحاد الأمريكي الفيدرالي للقطط FIFe هذا الأسبوع، عن فرض قيود معينة على القطط التي يتم تربيتها في روسيا والتي تنتمي إلى العارضين الذين يعيشون هناك، مستشهدة بالدمار الشامل والقتلى المدنيين بسبب "العمل العدواني الروسي غير المسبوق".

وصلت حملة المقاطعة إلى ما هو أغرب من ذلك. حيث  نشر الكاتب الإيطالي باولو نيرو مقطع فيديو على صفحته على إنستغرام، قال من خلاله إنه تلقى بريدًا إلكترونيًا من جامعة ميلانو – بيكوكا، يطلب منه تأجيل محاضرته حول أعمال الكاتب الروسي الشهير دوستويفسكي، بسبب الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا، قبل أن تعود الجامعة وتتراجع عن قرارها، بعد عاصفة من ردود الفعل الشاجبة لقرارها. يذكر أن الروائي المعروف فارق الحياة في العام 1881.

إجراءات مقاطعة روسيا في المجالات المختلفة حازت اهتمام الناشطين والمؤثرين في مواقع التواصل حول العالم، وانتشر بشكل كبير وسم #BoycottRussia. وفيما دعا جزء من المغردين إلى مقاطعة روسيا في جميع الحقول، كان عدد آخر يرفض معاقبة مواطني روسيا، فنانيها، رياضييها ومثقفيها بسبب قرارات اتخذها النظام الروسي. وفي أبرز التغريدات ضمن هذا الصعيد، وصف المغرد الأمريكي شون ماكولكسي قرار مقاطعة الروس في الأمور غير السياسية والعسكرية بالغبي، وقال إن المقاطعة يجب أن تطال القوة العسكرية الروسية لا المواطنين الروس في أمريكا، ولا المطاعم الروسية في الولايات المتحدة، والتي يدير معظمها مواطنون روس معارضون لحكومة روسيا.

الصحفي والمحرر بنجامين نورتون، وصف عمليات المقاطعة بالهستيريا المعادية لروسيا، والتي بلغت حدًا من المحاكاة الساخرة، بعد القيام بحظر القطط الروسية من المشاركة في المسابقات.

واستخدم المغرد ألكسندروس أسلوب السخرية للتعليق على قرار معاقبة القطط، فقال إن التقارير الجديدة تفيد بوجود تهديد جدي للبشر، تقوده القطط الروسية ومدربيها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العقوبات الدولية على الاقتصاد الروسي.. ما تأثيراتها على المدى البعيد؟

الأمم المتحدة: مليون أوكراني فروا من بلادهم في أول أسبوع من الحرب

تويتر تحظر وسائل إعلام تابعة للحكومة الروسية داخل دول الاتحاد الأوروبي