14-مارس-2024
تصعيد متواصل في جنوب لبنان

(GETTY) تعمل إسرائيل على تسخين الجبهة الشمالية بشكلٍ متزايد

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي القيادي في حماس هادي علي مصطفى، في جنوب لبنان يوم الأربعاء، على طريق الناقورة في مدينة صور.

جاء هذا الاغتيال، بعد يوم من تصعيد إسرائيلي واسع، شمل استهداف مدينة بعلبك في العمق اللبناني.

واعتبر ضرب بعلبك ردًا على قيام حزب الله اللبناني بتنفيذ عمليات في الجولان السوري المحتل، واستمرت الهجمات الإسرائيلية على بعلبك لمدة يومين، في تحول هو الأبرز في "قواعد الاشتباك".

في المقابل، وبعد قصف بعلبك، رد حزب الله، بحوالي 13 عملية ضد المواقع الإسرائيلية، كان من بينها قصف الجولان بـ100 صاروخ.

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى احتمالية انفلات الجبهة والوصول إلى حرب شاملة

من جانبه، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل، إن "التصعيد الأخير، الذي هو في المقام الأول مبادرة إسرائيلية، يدفع الطرفين مرة أخرى إلى الاقتراب من عتبة حرب شاملة. وهذا أمر يحاولون تجنبه منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، بحسب قوله.

وأضاف هارئيل: "تعكس الخطوة الإسرائيلية توسعًا كبيرًا في ما ترغب في الرهان عليه على أمل أن تنهار قيادة حزب الله تحت وطأة الضغط العسكري المتزايد. ويحدث ذلك في ظل حالة من الجمود على الجبهة الجنوبية".

وأشار هارئيل إلى فشل الجهود التي تسعى إلى تحقيق الهدنة في غزة، التي كان من المتوقع انعكاسها على جبهة جنوب لبنان.

وأضاف: "القتال في غزة مستمر، بوتيرة منخفضة في الوقت الحالي، مع تواجد محدود لقوات الجيش الإسرائيلي (خمسة إلى ستة ألوية فقط) ومع غياب شبه كامل للوحدات الإسرائيلية في شمال غزة. وبينما يعود بعض السكان  من التجمعات [الاستيطانية] الحدودية القريبة من غزة إلى منازلهم وسط انخفاض خطر إطلاق الصواريخ من غزة، لا يزال عشرات الآلاف من النازحين داخليًا من الشمال".

ولفت هارئيل النظر إلى تصريح إيتمار بن غفير، الذي قال إنه غير ممكن إلّا "في ظل الحكومة الحالية المجنونة"، إذ هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، وقال هارئيل، إنه "يسعى إلى استفزاز وزير الأمن يوآف غالانت ودفعه إلى شن حرب شاملة ضد حزب الله على الفور".

وأوضح هارئيل، أن إسرائيل تسعى "ربما من خلال التصعيد لعدة أيام قتال متسارعة تكثف فيها الهجمات وتقصف نطاقًا أوسع من الأهداف" إلى تغيير الواقع القائم.

مضيفًا: "لكن ليس من المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستحقق هدفها وتؤدي إلى انهيار حزب الله. وفي الوقت نفسه، تتزايد احتمالات خروج الأمور عن السيطرة، وهذا قد يعني مواجهة شاملة".