21-فبراير-2024
نازحون في أحد المخيمات المؤقتة

(Getty) تزداد معاناة نساء غزة يومًا بعد يوم

تواجه النساء في قطاع غزة أوضاعًا صعبة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم في ظل استمرار الحرب، التي وضعتهن في مواجهة معاناة مفتوحة لا سبيل لهن للتعامل معها أو تخفيف حدتها.

وبالإضافة إلى مشاعر الخوف والحزن والصدمة التي تتكرر يوميًا بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، فإنهن حُرمن أيضًا من الوصول إلى الإمدادات الصحية الحيوية المتعلقة بالدورة الشهرية ورعاية الحمل بحسب عالمة النفس الفلسطينية إيمان فرج الله.

وقالت فرج الله، في مقال نُشر في موقع "ميدل إيست آي"، اليوم الأربعاء، إن حرمان النساء الفلسطينيات من الوصول إلى الإمدادات السابقة يعرضهن لمخاطر صحية متزايدة، سيما بالنسبة لأولئك اللواتي يعشن في ملاجئ مؤقتة مثل الخيام والمدارس. 

وبينما أشارت إلى أن الخصوصية تعتبر ترفًا في ظل الظروف الحالية، فإنها أكدت أن الوصول المحدود إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي ومنتجات النظافة يعرّض صحتهن للخطر والإصابة بالعدوى، بينما يؤدي نقص المسكنات وغيرها من الأدوية إلى مفاقمة وضعهن المتردي بالفعل. 

تجد نساء غزة أنفسهن عرضة لمجموعة من تحديات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واليأس، نتيجة ظروفهن المأساوية التي فرضتها عليهن الحرب

ولفتت كذلك إلى أن الشعور بانعدام الأمان يغرس في أنفسهن الخوف المستمر، ويزيد من الآثار النفسية والصحية طويلة المدى التي يواجهنها. وبإضافة الأوضاع المعيشية وعدم كفاية الغذاء، تؤكد فرج الله أن: "محنتهن هائلة". 

ونوّهت الكاتبة إلى أن الانزعاج الجسدي والضيق العاطفي والشعور بالإحراج يؤدي إلى تآكل إحساسهن بالكرامة وتقدير الذات. بينما يؤدي نقص الإمدادات الطبية الأساسية إلى مفاقمة شعورهن بالعجز واليأس.

وأمام ما سبق، تجد النساء في قطاع غزة أنفسهن، وكما أوضحت فرج الله، عرضة لمجموعة من تحديات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واليأس. 

وفيما اعتبرت أن السلامة النفسية للنساء الفلسطينيات ترتبط بدورتهن الشهرية، أشارت إلى أن الأخيرة قد انقلبت رأسًا على عقب بسبب الظروف المضطربة على الأرض، حيث تسببت الحقائق المروعة للحرب في انتشار: "الخوف والقلق وفقدان الروابط الاجتماعية الحيوية اللازمة للشفاء". 

وقالت: "تظهر هذه الشدائد بطرق مختلفة أثناء فترة الحيض. وقد أبلغت النساء اللواتي لجأن إلى مدرسة الأمم المتحدة في دير البلح عن عدم انتظام الدورة الشهرية، وطول فترات الحيض، وحتى انقطاع الحيض لعدة أشهر". 

وفي السياق نفسه، لفتت فرج الله إلى تفاقم محنة النساء الفلسطينيات الحوامل بسبب الظروف الحالية والأثر المدمر للحرب المتواصلة على غزة، مؤكدةً أن الحمل يتطلب رعاية شاملة تشمل الدعم الجسدي والعاطفي والاجتماعي لتسهيل عملية الحمل والمخاض والولادة، وهو ما لا يتوفر في غزة. 

ولذلك، ونتيجة البيئة النفسية غير المستقرة، والقصف المستمر، والخوف الذي تعيشه النساء الفلسطينيات في غزة؛ ينتهي الأمر بالنساء الحوامل إلى: "الإجهاض وفقدان الأرواح، بما في ذلك الأطفال الذين لم يولدوا بعد، بسبب الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال".

وما يزيد من سوء أوضاع النساء الحوامل في غزة هو إجراء العمليات القيصرية التي ترى فرج الله أنها ترفع من مستويات التوتر النفسي لديهن بشكل كبير، سيما في ظل الاستهداف الإسرائيلي المستمر للمستشفيات.

وفيما اكتشفت النساء اللواتي نجحن في الوصول إلى المستشفيات لإجراء هذه العمليات أن مواعيدهن أُلغيت بسبب العدد الهائل من الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى؛ صُدمت نساء أخريات بعدم وجود مخدر لإجراء العملية. 

وتحدّثت فرج الله في مقالها عن عدة نساء واجهن الظروف السابقة، منهن من تعرضت حياتهن وحياة أطفالهن حديثي الولادة إلى الخطر. عدا عمن واجهن مضاعفات صحية والتهاب بعد العملية، بل إن بعضهن فقدن أطفالهن بسبب عدم وجود ما يكفي من الرعاية. وتعاني النساء اللواتي فقدن أطفالهن من صدمات نفسية واكتئاب وألم مستمر.