12-مارس-2024
Demonstration in Georgia for Palestine

مظاهرة في جورجيا تناصر فلسطين

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالًا للكاتب يوسي ميلمان، تحدّث فيه عن تجربته في إلقاء محاضرة في جامعة أوجليثروب، في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة، تناولت موضوع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

يروي ميلمان في مقاله كيف كان جو المحاضرة مشحونًا ومليئًا بعبارات مثل: الإبادة الجماعية والقتل العشوائي للأطفال، لتنتهي بمغادرة ثلث الحاضرين رافضين لمنطق الكاتب ورؤيته.

يقول الكاتب: "منذ البداية، أوضحت أنني صحافي وكاتب، ولست ناطقًا بلسان أحد، وأننى لا أؤيد الحكومة الإسرائيلية، أو الحرب في غزة، وأنني كتبت منذ بداية الحرب مقالات انتقدت فيها الحكومة وسلوك الجيش في غزة. وطلبت من جمهور الحاضرين، كجمهور مثقف يطمح إلى إغناء معلوماته، إبداء انفتاح وعدم الانجراف وراء الأخبار والنظريات الكاذبة".

ويضيف: "وصفت ما جرى في 7 أكتوبر بقدر ما استطعت: الهجوم "الوحشي" لأكثر من 3000 عنصر من مسلحي "حماس" على مستوطنات مدنية قريبة من الخط الأخضر المعترف به في القانون الدولي، وليس على مستوطنات مقامة على أراضٍ فلسطينية محتلة. ورويت كيف قُتل "بدم بارد" أكثر من 800 مدني من الرجال والنساء والأطفال، من الإسرائيليين والأجانب، ومن اليهود والمسلمين والمسيحيين، وسقط أكثر من 230 جنديًا وجندية في المعارك، وخُطف إلى غزة 259 شخصًا، بينهم جثامين".

كاتب إسرائيلي: "إذا لم نعد إلى رشدنا بسرعة، فستجد إسرائيل نفسها دولة معزولة، مصابة بالجذام، وستخسر تأييد أهم دولة داعمة لها، والتي من دونها، لا يمكن ضمان جوهر وجودها"

وأكد الكاتب في مقاله أنه لم يُخفِ أن 30 ألفًا من سكان غزة، بينهم 12 ألف طفل قُتلوا جرّاء قصف الجيش الإسرائيلي، وأن نحو 70% من المنازل تضررت، وأكثر من مليون شخص هُجروا من منازلهم وتحولوا إلى نازحين يسكنون في مدن من الخيام، أغلبيتهم يواجهون الجوع، ويعانون من نقص المياه والكهرباء.

ويروي أنه حاول أن يشرح الفارق بين حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وبين حماس، "الحركة التي لا تعترف بدولة إسرائيل وحقها في الوجود، وحق اليهود في تقرير مصيرهم، وتسعى لإقامة (دولة شريعة) على أرض فلسطين بالكامل".

وعند هذه النقطة قام طالب وعرّف نفسه بأنه يهودي من المثليين، وقال إن إسرائيل ترتكب جريمة جماعية بحق شعب غزة. فرد الكاتب أنه "لو كان في دولة حماس لحُكم عليه بالموت بسبب ميوله الجنسية"، فغادر الطالب القاعة غاضبًا.

ويروي تفصيلًا آخر، جرى مع طالبة قالت إن أهلها من الناجين من جريمة الإبادة الجماعية في رواندا قبل 30 عامًا. قرأت الطالبة تعريف الإبادة: "القتل عن تصميم مسبق لمجموعة كبيرة من الأشخاص من شعب معين، أو من عرق معين، بهدف تدمير هذا الشعب، أو هذه المجموعة".

يقول ميلمان: "أجبتها بأن تعريفها كان دقيقًا، ولفتتُ نظرها إلى عبارة عن "تصميم مسبق"، وقلت لها إن التصميم المسبق هو ما يميز الجريمة الجماعية بحق أبرياء، والإبادة الجماعية. وتابعت أن الأتراك ارتكبوا إبادة جماعية خلال الحرب العالمية الأولى، والنازيون فعلوا ذلك باليهود في الحرب العالمية الثانية، وهذا ما جرى في الحرب العرقية في رواندا. وأضفت أن إسرائيل لا تقتل الفلسطينيين بتصميم مسبق، على الرغم من وجود أصوات في اليمين المتطرف، وحتى في الحكومة، تدعو إلى مثل هذا القتل العشوائي. ويبدو أنني قلت أكثر من اللازم، فغادر ثلث الحاضرين القاعة بغضب".

ورأى الكاتب أن جامعة أوجليثروب من الجامعات الصغيرة المعروفة بسمعتها الجيدة، وبأنها من الجامعات الليبرالية المرموقة في هذه الولاية التي كانت قبل عقود غارقة في العنصرية والتمييز. وما جرى في المحاضرة هو مجرد لمحة بسيطة عن العداء والكراهية لإسرائيل في داخل حرم الجامعات ووسط جيل الشباب، جيل المستقبل.

وانتهى الكاتب إلى القول: "إن الحقد على إسرائيل بسبب حربها على غزة هو فقط رأس جبل الجليد الذي تقترب منه إسرائيل التي ترفض الاقتناع بأن العالم، وحتى الولايات المتحدة، يتغيران. وإذا لم نعد إلى رشدنا بسرعة، فستجد إسرائيل نفسها دولة معزولة، مصابة بالجذام، وستخسر تأييد أهم دولة داعمة لها، والتي من دونها، لا يمكن ضمان جوهر وجودها".